المغرب يضع اللمسات الأخيرة لإدراج اللقاح ضد سرطان عنق الرحم ضمن البرنامج الوطني للتمنيع

 

 أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف أن البرنامج الوطني للتلقيح الذي تتوفر عليه بلادنا متقدم ومتطور مقارنة بالبرنامج الفرنسي نموذجا، بإدراجه لقاحات جدّ مفيدة كاللقاح ضد الروتافيروس، مما ساهم في القضاء على العديد من الأمراض والتقليص من ضراوة أخرى ومستوى انتشار عدواها وبالتالي أصبح متحكما فيها. وأوضح رئيس أنفوفاك المغرب خلال كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال اللقاء الدراسي الذي جرى تنظيمه بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمناسبة الأسبوع العالمي للتلقيح، أول أمس السبت بالدارالبيضاء، أن المرأة المغربية تعتبر عمود الأسرة والمجتمع، وتقوم بأدوار أساسية في كل المجالات وبالتالي يجب الاهتمام بها والعناية بصحتها، منوّها بالخطوات والأشواط التي تم قطعها لإدراج اللقاح ضد سرطان عنق الرحم في الأيام المقبلة ضمن البرنامج الوطني للتلقيح لحماية فتيات اليوم ونساء الغد من هذا المرض الذي يعتبر ثاني أكثر السرطانات انتشارا في صفوف النساء بعد سرطان الثدي والذي له تبعات ليست بالسهلة، صحيا واجتماعيا واقتصاديا.
وأوضح الخبير الصحي أن كلفة إدراج هذا اللقاح تصل إلى 70 مليون درهم، مبرزا أنه يمكن توفير 150 مليون درهم إذا ما تم العمل على تقليص أسعار اللقاحات والتعويض عن مصاريفها بشكل كلي في القطاع الخاص مقابل فسح المجال أمام الأسر المعوزة التي لا تتوفر على تأمين صحي لتستفيد من لقاحات البرنامج الوطني للتمنيع في المراكز الصحية، وهو ما سيسمح بإدراج وإضافة لقاحات ضد أمراض أخرى وتوسيع السلّة التلقيحية مرة أخرى، مما سينعكس إيجابا على الصحة العامة وعلى الناشئة.
من جهته استعرض الدكتور محمد بنعزوز المسؤول عن البرنامج الوطني للتمنيع بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية مجموعة من مراحل المسار التلقيحي الذي انطلق في المغرب منذ سنة 1929 مرورا بمرحلة 1949 ثم 1963 حيث تم إدراج بعض اللقاحات بشكل تصاعدي وصولا إلى العمل بالبرنامج الوطني، الذي شدّد المتحدث على أنه يعد أفضل من البرامج التي تتوفر في دول مجاورة، بتوفيره لقاحات ذات جودة عالية ولمواجهة مجموعة كبيرة من الأمراض مجانا، التي أمكن بفضلها القضاء على العديد منها التي لم تعد حاضرة اليوم كما هو الشأن بالنسبة لشلل الأطفال، إضافة إلى انخفاض الإصابات بأمراض أخرى تعتبر مشكلا صحيا كبيرا في عدد من الدول كمرض الحصبة المعروف بـ «بوحمرون» وغيره.
ودعا بنعزوز إلى الحفاظ على مكتسبات البرنامج الوطني للتمنيع بدعم التلقيح والتأكد من أن الأطفال كلهم حصلوا على اللقاحات الضرورية، سواء منها الأولية أو التذكيرية، كما هو مسطر في الجدول، معلنا للجميع على أن إدراج اللقاح ضد سرطان عنق الرحم الذي ستستفيد منه الطفلات يوجد في مراحله النهائية، وهو ما سيفسح المجال لمواجهة ثاني أكثر السرطانات انتشارا عند المرأة، فضلا عن إدراج جرعات إضافية من لقاحات أخرى لتعزيز وتطوير البرنامج بشكل أكبر. وأوضح بنعزوز على أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل مخطط تواصلي للشروع في توفير اللقاح وتوفير كل المعلومات الضرورية المتعلقة به مع إشراك الأطر التربوية في عملية التحسيس والتوعية.
وفي سياق المستجدات أوضح المسؤول أنه تم الاتفاق يوم الجمعة الأخير على اعتماد الرقمنة لإشعار الآباء والأمهات بالمواعيد التلقيحية تلافيا لكل تأخير، مبرزا أن العديد من الخطوات سيتم قطعها في إطار تجويد البرنامج الوطني للتمنيع، كما هو الشأن بالنسبة لمراجعة الإطار القانوني إضافة إلى الشق المتعلق بالتمويل وكذا إنجاز دراسات حول آثاره.
هذا وقد جرى تنظيم هذا اللقاء العلمي بشراكة بين أنفوفاك المغرب ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية وبتعاون مع جمعيات وهيئات طبية وصيدلانية، لتسليط الضوء على آخر مستجدات البرنامج الوطني للتمنيع وكذا مناقشة آثار التلقيح ضد كوفيد 19 على البالغين والأطفال، ومدى إمكانية تحول هذا الفيروس إلى مرض موسمي، إضافة إلى محاور أخرى تمت مناقشتها من خلال العروض التي عرفت مشاركة البروفيسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة العلمية الوطنية ضد كوفيد 19، الدكتور عبد الحكيم يحيان، مدير مديرية السكان بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الدكتور محمد بنعزوز، المسؤول عن البرنامج الوطني للتلقيح بالوزارة، البروفيسور محمد البوسكراوي، أستاذ طب الأطفال والأمراض التعفنية، والدكتور روبرت كوهن، الخبير رئيس أنفوفاك فرنسا وفاعلين آخرين